الاثنين، 31 أكتوبر 2016

بعض آثار الربيع بن خثيم رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض آثار الربيع بن خثيم رحمه الله تعالى:
  • قال عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد :حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ قَيْسٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ أَبِي طُعْمَةَ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ :
    كَانَ الرَّبِيعُ يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا يَزِيدَ ؟
    يَقُولُ : أَصْبَحْنَا ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا ونَنْتَظِرُ آجَالَنَا.
    - وقال حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي طُعْمَةَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ : قَالَ الرَّبِيعُ :
    النَّاسُ رَجُلاَنِ مُؤْمِنٌ وجَاهِلٌ :
    فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَلاَ نُؤْذِيهِ ، وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَلاَ نُجَاهِلُهُ.
  • وقال حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ : كَانَ الرَّبِيعُ يَقُولُ :
    يَا بَكْرُ أَخْزِنْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ فَإِنِّي اتَّهَمْتُ النَّاسَ عَلَى دِينِي.
  • وقال حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَنْبَأَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ لأَهْلِهِ :
    اصْنَعُوا لِي خَبِيصًا وَكَانَ لاَ يَكَادُ يَشْتَهِي عَلَيْهِمْ شَيْئًا فَصَنَعُوهُ .
    قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ مُصَابٍ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ .
    فَقَالَ أَهْلُهُ : مَا يَدْرِي هَذَا مَا أَكَلَ ؟
    فَقَالَ الرَّبِيعُ : لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَدْرِي.
  • وقال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
    السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللاَّتِي يَخْفَيْنَ عَلَى النَّاسِ وَهِيَ عِنْدَ اللَّهِ بِوَادٍ
    قَالَ : وَيَقُولُ : الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ .
    قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : وَمَا دَوَاؤُهُنَّ أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لاَ تَعُودَ.
  • وقال حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ نُسَيْرٍ أَبِي طُعْمَةَ قَالَ : صَلَّى الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فَقَرَأَ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الآيَةَ ، فَجَعَلَ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ حَتَّى أَصْبَحَ.
  • وقال حدثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنِ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ :
    كَانَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عُلِّمْتَ وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ ، لأَنَا فِي الْعَمَلِ أَخْوَفُ مِنِّي عَلَيْكُمْ فِي الْخَطَأِ .
    وَمَا خِيَارُكُمُ الْيَوْمَ بِخَيْرِهِ وَلَكِنَّهُ أَخْيَرُ مِنْ آخِرِ شَرٍّ مِنْهُ ، لاَ يَتَّبِعُونَ الْخَيْرَ حَقَّ اتِّبَاعِهِ وَلاَ يَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ .
    مَا كُلُّ مَا نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ أَدْرَكْتُمْ وَلاَ كُلُّ مَا تَقْرَؤُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ .
    ثُمَّ يَقُولُ : السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ الَّتِي تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وَهِيَ عِنْدَ اللَّهِ بِوَادٍ الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ.
    ثُمَّ يَقُولُ : وَمَا دَوَاؤُهُنَّ يَتُوبُ ثُمَّ لاَ يَعُودُ.
  • والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.   
    ----------
    نقله لكم أخوكم:
    أبو لقمان الجزائري

مخالفات عصرية للمنهج السلفي

الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد فهذه تقييدات لبعض المخالفات العصرية المنهجية سميتها بـ : "مخالفات عصرية للمنهج السلفي " ومنها:

1-ضعف الولاء والبراء وتقديم التنازلات في دين الله جل وعلا لأجل ماسموه "بالمواطنة " وغيرها من الأسباب الدنيوية ، وكذا بسبب ماأحدثوه من مصطلحات عصرية مثل دعوتهم لاجتناب ماسموه بالطائفية[1].

2-الأخوان نقضوا عهودا كانوا قد وعدوا بها عامة الناس لأجل ماسموه بالمصالح[2] كما هو الحال في مصر هذه الأيام[3] .

3-اهتمام الأخوان بالثورات والاعتصامات سعيا منهم وراء تغيير الأنظمة ليجدوا لهم موطئا في المجالس النيابية وغيرها وليس لما ادعوه لأكثر من ثمانين سنة مضت من أنهم إذا وصلوا إلى سدة الحكم فسيحكمون بالشريعة[4] والواقع في البلاد العربية يشهد بغير ما ادعوه [5] وتابع هؤلاء من تسموا بالسلفية في بلاد الإسلام[6] .

4-ادعاء طائفة أنهم على المنهج السلفي  للتلبيس والتغرير وهم كثر اليوم لاكثرهم الله ، ومثال هذا  ماحصل من حزب النور السلفي[7] –زعموا- وهم ليسوا من السلفية في شيء ولأصحابها آراء ظاهرها السلفية وانقلبوا عليها بعد دخولهم في  الأحزاب والانتخابات والمجالس النيابية وغيرها [8]مما كانوا يحرمونها قبل تغير أفكارهم  بل إنهم قد وجدوا لهم مخارج ولكنها مخارج باطلة [9] .

5-فزع الناس إلى الأصاغر لاستفتائهم في النوازل وتركوا الأكابر[10]وقد كان عامة الناس  ولازالوا يرجعون إلى فتاويهم  في أمورهم الحياتية ولكن اتخذوا -وللأسف - في النوازل رؤوسا جهالا [11] "فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" [12] .

6-الاهتمام بمسائل من المنهج[13] طغا عند طائفة من طلاب العلم على الاهتمام بالعقيدة السلفية الصحيحة وكلاهما مهم ولاشك مما أحدث ضعفا كبيرا في معرفتهم بالعقيدة السلفية الصحيحة -وللأسف –ولا يمانع كثير من هؤلاء الطلاب  أن يخالفوا في بعض المسائل -التي لايجوز الاجتهاد فيها بحال -كبار العلماء وتسمع منهم من يقول عن العالم : "اجتهد فأخطأ" مع أن الباب باب عقيدة بل لا يضيره أن يقول عن جماعة العلماء الذين خالفهم : "أخطأوا في اجتهادهم"  او مافهموا المسالة ونحو هذه العبارات وأخوات لها والتي ماكنا نسمع بها من قبل والله المستعان .

اكتفي بهذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم .

[1] الرؤوس الجهال يرون أن الناس في المجتمع المسلم كلهم طيف واحد : النصراني والمسلم والشيعي المسالم لهم والماروني والدرزي وهكذا... فأين الولاء والبراء؟!! ولماذا اضطروا أنفسهم للوقوع في تلك المخالفات الشرعية وجر عامة الناس إليها ، فإلى الله المشتكى إلى الله المشتكى .

[2] هذا طاغوت في هذا العصر ولأجله قضي على باب الولاء والبراء ولأجله حصلت فتن عظيمة وجر الأمة الإسلامية للويلات فاللهم غفرا اللهم غفرا .

[3] ومن ذلك أنهم وعدوهم أن لايقدموا منهم عضوا للانتخابات وقدموا لها شخصا ثم آخر والسبب عندهم هو الملصحة وكذا غيرها من الوعود الكثيرة ولكن خالفوها جميعا حتى سقطت الثقة بهم عند  عامة الناس فضلا عن غيرهم ، حتى اضطر كثير منهم أن يحلفوهم بأغلظ الأيمان لضمان حقوقوهم والله المستعان .

[4] هو من باب التلبيس والتغرير ليخدعوا به عامة الناس المحبين لشرع الله تعالى وإلا فالمقصود الأسمى عندهم هو الحكم فقط  وماهو هذا الحكم ؟ الجواب : أي حكم كحال اليهود –إن صح التمثيل بهم – وحرصهم على الحياة وماهي الحياة ؟ الجواب: أي حياة قال تعالى : {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }البقرة96. وانظر حالهم اليوم  في تونس وغيرها ينبيك عما قلت ، وإلى الله المشتكى .

[5] من آرائهم التي اظهروها للعالم كله أنه لابأس أن يحكمهم نصراني أو امرأة وكل ذلك تحت مسمى يسر الشريعة وتسامحها مع الجميع ونبذ ماسموه بالطائفية  .

[6] واهتموا بالدعوة إلى المظاهرات والاعتصامات والثورات والفوضى عارمة وكل هذا تحت مسمى السلفية -زعموا - ،  و كانوا يحرمون الاستعانة بالكفار من قبل ويشددون في الأمر وهم اليوم يرون جوازها فما هو الأمر الذي اختلف؟ !!

[7] هناك جماعات تنسب نفسها للسلفية ولها بيعات في كثير من بلاد الإسلام وهذا مخالف للسلفية الحقة فليس فيها بيعات جزئية وإنما البيعة لولي أمرها الحاكم فقط برا كان او فاجرا  .

[8] ألفوا كتبا قبل دخولهم الانتخابات تحرم بل تجرم الديمقراطية وأنها كفر ثم رجعوا عن ذلك كله بعد الانتخابات بحجة المصلحة الوطنية  بل هي في حقيقتها المصلحة الشخصية والله المستعان .

[9] رأوا أن المصلحة تدعوهم إلى هذا مع مخالفتها للنصوص الواضحة مع علمهم بهذا  كما جاء هذا على لسان برهامي وغيره في بعض اللقاءات !! .

[10] أمثال الفوزان واللجنة الدائمة في السعودية وغيرهم ممن هم أهل علم وحكمة ودراية بالمنهج السلفي الحق لا ادعاء .

[11] ومن فتاويهم الضالة : لابأس بخروج المظاهرات السلمية بصدور عارية ...إلخ كلامهم الفلسفي ، ومنها: لابأس بالضغط على الحكام بأي وسيلة سلمية !! ومنها : ماأفتى به بعضهم قبل أن يحدث ماسموه بالربيع العربي !! بأن الانتخابات حرام وبحرمة الديمقراطية وأنها تعني حكم الشعب بالشعب ثم جوزوها بعد ذلك الربيع المدعى  تحت مسمى المصلحة –ولو صادمت النصوص جميعها – ومن تعليلاتهم العليلة قولهم  : لمن نترك الحكم ؟ هل نتركه لليبراليين وللعلمانيين؟  ونحن نسعى إلى تطبيق الشريعة ..إلخ مايزعمون .ولهم فتاوى كثيرة جدا في الباب ليس هذا موطن بيانها جميعا لعل الله ييسر من يجمعها ليعلم الناس منهم أهل العلم حقا وصدقا فيصدروا عن علمهم ويعلمون من هم الخراصون فيتركوهم وماأفتوا به من فتاوى باطلة مخالفة لشرع الله تعالى .

[12] هذا هو وللأسف حال الكثيرين اليوم حتى ممن يظن نفسه أنه طالب علم حين يسمع بشخص تكلم في المنهج وأحسن عرض بعض مسائله هب إلى متابعته ودعا الناس إليه وبعد أيام يكتشف الشخص نفسه المتبع لمنهج ذلك الرأس أو غيره أن ذلك الرأس  مخالف لمنهج السلف في مسائل أو أنه ضعيف  في باب الولاء والبراء ونحو هذه الأبواب المنهجية وهذا كله وللأسف راجع إلى أن هؤلاء الطلاب لم يتربوا أصالة على المنهج السلفي الصحيح أو أنهم ضعفوا عن الاتباع للحق وأهله والله المستعان .

[13] لاشك أن الخلل في المنهج خلل في العقيدة .ثم إنا ننبه إلى خطأ مقولة عصرية قطبية تقول  : " المنهج سلفي والمواجهة عصرية "  وأقول : أنى يجتمعان ؟!!.

--------------

نقله لكم أخوكم:

أبو لقمان الجزائري

http://abolokman.blogspot.com/

من منهج أهل السنة الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك

بسم الله الرحمن الرحيم

من منهج أهل السنة الدعوة إلى التوحيد فهو أوجب الواجبات وأهم المهمات
قال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله - مبينا هذا الأصل :
"وأَجد من يتكلم عن الأمور الدينية أَكثرهم أَو كلهم إلا من شاء الله لا يكتبون ولا يرشدون إلا في أُمور هي في الحقيقة من الفروع والمكملات، فتجد الكاتب وتجد المرشد لا يتكلم إلا حول فرضية الصلاة مثلا ووجوب فعلها في جماعة أَو الحج، أَو صيام رمضان، أَو الزكاة وأَشباه ذلك. أَو في أَشياء من المحرمات كالربا والتعدي على الأَنفس والأَموال والأَعراض وغير ذلك من المعاصي والمخالفات، ونعم ما فعلوا، وحسن طريقًا ما سلكوا ولكنهم كانوا عن أَهم الأَهم في بعد إلى الغاية، فقد كان خير الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أَول بعثته ومبدأ دعوته يبدأُ بالأَهم فالأَهم، وأَقام صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سوات من بعثته قبل فرض الصلاة التي هي عمود الإسلام وما بعدها من الأركان كل ذلك في بيان التوحيد والدعوة إليه، وبيان الشرك وتهجينه والتحذير منه. وأَول سورة أُنزلت عليه صلى الله عليه وسلم في رسالته سورة: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ - وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ - وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) وكان صلى الله عليه وسلم يسلك في الإنذار عن الشرك والدعوة إلى التوحيد شتى الطرق ويسعى في حثه الناس لإبلاغهم ذلك بكل ما يمكنه حتى إنه مرة صعد على الصفا صلى الله عليه وسلم رافعًا صوته واصباحاه. فلما اجتمعوا إليه قال: يا أَيها الناس إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
فحقيق بالمسلمين ولا سيما العلماء(67) كبير عنايتهم ومزيد اهتمامهم بمعرفة حقيقة ما بعث الله به الرسل من أَولهم إلى آخرهم وخاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم أَجمعين وتعليمهم ذلك، والعمل به ظاهرًا وباطنًا، والموالاة والمحبة والتناصح فيه، والتواصي به: من توحيد الله تبارك وتعالى في ربوبيته وفي ذاته تبارك وتعالى، وأَسمائه وصفاته وأَفعاله، وفي إلهيته وما يستحق من عبادته وحده لا شريك له، وأَنه ما في العالم علويه وسفليه من ذات أَو صفة أَو حركة أَو سكون إلا الله خالقه لا خالق غيره ولا رب سواه، وأَن يوحد سبحانه وتعالى في ذاته وأَسمائه وصفاته وأَفعاله بأَن يؤمن أَنه تعالى واحد أَحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأَنه حي قيوم، على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وأَنه تبارك وتعالى سميع بصير، يرضى، ويسخط، ويحِب، وَيُحَب، إلى غير ذلك مما ورد في الكتاب والسنة من أَسمائه وصفاته تبارك وتعالى، فنثبت كل ما ورد في الكتاب والسنة من هذا الباب إثباتًا بريئًا من تشبيه المشبهين، كما ننزهه تبارك وتعالى عن جميع ما لا يليق بجلاله وعظمته تنزيهًا بريئًا من تعطيل المعطلين. وأَن يوحد تبارك وتعالى في أُلوهيته بأَن يفرد بجميع أَنواع العبادة، فلا يعبد إلا إياه ولا يدعى أَحد سواه، ولا يسجد إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يستعان ولا يستغاث إلا به، ولا ينحر ولا ينذر إلا له، ولا يخشى ولا يخاف أَحد سواه، ولا يرجى إلا إياه، حتى يكون سبحانه وتعالى هو المفزع في المهمات، والملجأ في الضرورات، ومحط رحل أَرباب الحاجات في الرغبات والرهبات وفي جميع الحالات، فهذا هو مضمون أَصل الدين وأَساسه المتين شهادة أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأَصله الثاني شهادة أَن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم نطقًا واعتقادًا وعملاً، وهو طاعته فيما أَمر، وتصديقه في جميع ما أَخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأَن لا يعبد الرب تبارك وتعالى إلا بما شرعه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأَن تقدم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والولد والوالد والناس أَجمعين، وأَن يحكم صلى الله عليه وسلم في القليل والكثير والنقير والقطمير، كما قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)(68) وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يُؤمِن أَحَدُكمْ حَتَّى يَكوْنَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئتُ بِهِ)) (69).
ومن المهم جدًا اتصال المسلمين بعضهم ببعض اتصالاً خاصًا، وأَن يتذاكر بعضهم مع بعض في هذه الأصول العظيمة، وأَن يبذلوا جميعًا غاية جهودهم ونهاية قدرهم في البحث الدقيق في تفاصيلها، ويحرصوا كل الحرص في تطبيق اعتقاداتهم ومساعيهم وأَعمالهم عليها، وأَن يتبادلوا النصائح الصادقة فيما بينهم، وأَن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا، وأَن يكونوا شيئًا واحدًا في العمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، يدًا واحدة في الذب عن حوزة الدين، ومناوأَة أَعدائه من الكفار والمشركين، فإن الأَخذ بذلك هو سبب السعادة والسيادة والفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، وفي الحديث: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا أَن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأَن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأَن تناصحوا من ولاه الله أَمركم)). وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(ص-م-1-12-1374هـ) محمد بن إبراهيم آل الشيخ " . اهـ الفتاوى الجزء الأول : قسم العقيدة.
---------
نقله لكم أخوكم:
أبو لقمان الجزائري

بين أسر القلب وأسر البدن

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" بين أسر القلب وأسر البدن "
إن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، وعبودية القلب هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، فإن من استعبد قلبه لغير الله، ضره ذلك، ولو كان في الظاهر ملك الناس .

وقد قال صلى الله عليه وسلم : «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، إن أعطي رضي، وإن منع سخط» (أخرجه البخاري) وما هي إلا عبودية القلب بتعلقه بحطام الدنيا .

يقول ابن تيمية بعد ذكره هذا الحديث : (فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة، وذكر ما فيه من دعاء وخبر، وهو قوله: (تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش) والنقش إخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به الشوكة وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح؛ لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال، وقد وصف ذلك بأنه : (إذا أعطى رضي وإن منع سخط) كما قال تعالى : " وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ " فرضاهم لغير الله، وسخطهم لغير الله، وهكذا حال كل من كان متعلقًا برئاسة أو بصورة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له؛ إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته) (مجموع الفتاوى)  .

ويقول رحمه الله : (فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ليس الغنى عن كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس» (أخرجه البخاري ومسلم) .

وهذا لعمري إذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة، فأما من استعبد قلبه صورة محرمة: امرأة أو صبي، فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه، وهؤلاء من أعظم الناس عذابًا، وأقلهم ثوابًا، فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقًا بها، مستعبدًا لها، اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى، فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررًا عليه ممن يفعل ذنبًا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه (مجموع فتاوى ابن تيمية) .

ويقرر في موضع آخر أن (الزنا بالفرج أعظم من الإلمام بصغيرة، كنظرة وقبلة، وأما الإصرار على العشق ولوازمه من النظر ونحوه، فقد يكون أعظم من الزنا الواحد بشيء كثير) (قاعدة في المحبة لابن تيمية وانظر: نحوه في إغاثة اللهفان ، الجواب الكافي) .

ولما ذكر ابن القيم هذا المعنى علله بأن الإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يزيد عليها، وبأن تعبد القلب للمعشوق شرك، وفعل الفاحشة معصية، ومفسدة الشرك أعظم من مفسد المعصية، وبأن العشق يعز التخلص منه

 (انظر إغاثة اللهفان) .

-----------

نقله لكم أخوكم:

أبو لقمان الجزائري

http://abolokman.blogspot.com/ 

الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

نصيحة تعين المسلم والمسلمة على غض البصر


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

أخواني وأخواتي تعلمون أن من عظيم نعمة الله تعالى علينا نعمة البصر ، وبها امتن الله تعالى على خلقه في آياتٍ كثيرة كقوله سبحانه : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) .

وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (المؤمنون:78)

وقال تعالى : ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (السجدة:9)

وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (الملك:23) ، وشكر هذه النعمة من أوجب الواجبات على العبد ، حيث لا يكافئها عمل الليل والنهار وإن بلغ خمسمائة عام ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خرج من عندي جبريل آنفا فقال : يا محمد ، إن لله عبداً عبد الله خمسمائة سنة ، على رأس جبل ، والبحر محيط به ، وأخرج له عيناً عذبة بعرض الأصبع ، تفيض بماء عذب ، وشجرة رمان تخرج كل ليلة رمانة ، فيتغذى بها ، فإذا أمسى نزل وأصاب من الوضوء ، ثم قام لصلاته ، فسأل ربه أن يقبضه ساجداً ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعث ساجدا ، ففعل فنحن نمر به إذا هبطنا وإذا عرجنا وأنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول : أدخلوه الجنة برحمتي ، فيقول : بل بعملي يا رب ، فيقول للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله ، فتوزن ، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة ، وتبقى نعمة الجسد فضلا عليه ، فيقول : ادخلوه النار ، فينادي : يا رب برحمتك ، فيقول : ردوه ، فيوقف بين يديه ، فيقول : من خلقك ولم تك شيئا ؟ ، فيقول : أنت يا رب ، فيقول : أكان ذلك من قبلك أم برحمتي ؟ ، فيقول : برحمتك ، فيقول : أدخلوه الجنة برحمتي ) رواه الحاكم في " المستدرك " والحكيم الترمذي في " النوادر " .

إذا عُلم هذا أخواني وأخواتي – بارك الله فيهم – تحتم علينا جميعاً أن نستحي من صاحب هذه النعمة ، وأن نراقبه فيها فلا ننظر إلى ما حرّم الله ، وأن نسخرها فيما يرضي الله عنا ، ونعلم أننا غداً سوف نُسئل عما رأيناه بأبصارنا قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء: من الآية36) .

*******

إخواني وأخواتي : قال الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الآية (النور:30-31) .

وهذا أمر رباني عام للرجال والنساء بغض الأبصار عمّا حرّم الله تعالى عليهم ، والمراد غض البصر عن العورة وعن محل الشهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – (قد أمر الله في كتابه بغضّ البصر، وهو نوعان: غضّ البصر عن العورة، وغضّه عن محلّ الشهوة. فالأول منهما كغضّ الرجل بصره عن عورة غيره، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة )) ، ويجب على الإنسان أن يستر عورته .... وأمّا النوع الثاني: فهو غضّ البصر عن الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية، وهو أشدّ من الأول ) [ الفتاوى : 414 ) .

وكلا هذين النوعين مما يتلف الفروج بالوقوع في المحظور من الزنى واللواط شاء الإنسان أم أبى ! ، ولهذا عقّب الله تعالى بذكر حفظ الفروج بعد الأمر بغض البصر ، وقد قال أهل العلم والعقل : ( أن مبدأ طريق الزنى بنظرة ! ) ، وجاء وصفها بأنها سهم من سهام إبليس يصاب بها المرء فيقع في مصيدته ! .

والأمر في الآية للوجوب ، لا صارف له عن محارم الله تعالى ، وعلى ذلك فمن أفرط بصره ونظر به إلى المحرمات فقد وقع في محاذير كثيرة : منها :

1- مخالفة الله - جبار السموات والأرضين – في أمره ونهيه ، ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه ، والله تعالى يقول : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:32) ، ويقول : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (آل عمران:132) ، ويقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33) ، ويقول تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية63) .

فمن منّا عباد الله يحب أن يكون من الكافرين بأمر الله ونواهيه ؟! .

ومن منّا في غنى عن رحمة الله ولطفه حتى يعصيه ؟! .

ومن منّا يسعى بيده لخراب بيت أعماله الصالحات بمعول المعاصي والذنوب ؟! .

ومن منّا يتحمل الفتنة – وهي الإشراك بالله – أو يتحمل العذاب الأليم بعد أن هداه للتوحيد والإسلام مقلب القلوب ؟! .

2- أيضاً من المحاذير الواقعة من النظر إلى المحرمات والعورات : الوقوع في الزنى واللواط ، ومشين الأخلاق والطباع ، ولهذا سمي النظر إلى المحرمات زنى كما جاء في الحديث الصحيح : ( العين تزني وزناها النظر ، وفي آخره : والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) .

قال الشاعر :
كل الحوادث مبداهـا من النظـر ******* ومعظم النّار من مستصغر الشررِ
كـم نظرةٍ بلغت من قلبِ صاحبها ******* كمبلغ السهم بـلا قوسٍ ولا وترِ
والعبـد ما دام ذا طـرفٍ يُقلّبـه ******* في أعين الغيدِ موقوفٌ على الخطرِ
يسـرُ مقلتَه مـا ضـرَّ مُهجتـَه ****** لا مرحبًا بسـرورٍ عاد بالضررِ
3- أيضاً من المحاذير : الاستهانة بالمنكر المنظور إليه ، فمن تلذذ بالنظر إلى منكرٍ من المنكرات لا يبعد أن يتلذذ بفعله ولو بعد حين لأن أمره هان عنده ، والمؤمن الموحد إجلالاً لله وأمره ، واحتراما لرسول الله وشرعه : لا يقوى قلبه على رؤية ما يبغضه الله ورسوله ! .

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه رسولي كسرى وقد حلقا لحيتيهما : فصد عنهم ببصره ، وقال : من أمركما بذلك ؟ ، فقالاً : أمرنا ربنا – يعنيان كسرى - ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما أنا فأمرني ربي بأن أعفي لحيتي وأحف شاربي ) .

ويروي بعض السلف كان إذا مرّ أمامه نصرانياً أغمض عينيه ! ، فقيل له : لماذا تصنع ذلك ؟ فقال : لا أستطيع أن أنظر لمن يسب الله ) .

قلت : أي بالكفر به سبحانه .

وسئل بعض السلف : كيف أصبحت ؟ ، فقال : بشر حال ! ، وقعت عيني على صاحب بدعة اليوم ! .

فكيف يليق بالمسلم أن يطلق النظر إلى الماجنين والماجنات ، أو إلى صور المنكرات ، أو الفواحش بأنواعها : استمتاعاً ، وتلذذاً ، وهو مأمور بأن يجانب أرض الفساد وأهله ! ، فكيف بالتلذذ والاستمتاع به ، فكيف بمن يستأنس بذلك الساعات الطوال في التلفاز وتصفح المجلات أو اكتنازها وربما تعليقها على عرض الحائط ! .

4- أيضاً من المحاذير : فساد القلب ، وانتكاس الأمزجة ، وتبدل الفِطَر ، ولهذا تجد من يستمع بالنظر إلى المحرمات لا يتعمر وجهه عند رؤية :

وثن يعبد ، أو صليب معلّق ، أو امرأة متهتكة سافرة ، بل ربما هلك وزلق وقال : بأن الأمر عادي ! أو طبيعي ! ، فهان في نظره ما يسخط الله تعالى ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .

ولنتأمل – يا أخواني وأخواتي – أنفسنا اليوم في منكرات انتشرت بيننا : وليكن منكر ( حلق اللحى وإسبال الإزار ) فلانتشارها بين الرجال ، وتبلد أحاسيسنا بالنظر إلى هذه الشناعة صباح مساء ، أصبح لسان حالنا أن الأمر لا نكارة فيه : نتحدث معهم ، نضاحكهم ، و نشاربهم ، و نؤانسهم ، وكأن الأمر هيّن وهو عند الله عظيم .

ورضي الله عن ابن عمر عندما قال : ( إنكم لتعملون أعمالا كنا نعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات ! ) .

أليس حلق اللحى من شان المشركين واليهود والنصارى ؟ .

ألم يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم ؟ .

أوليس مسبل إزاره متوعد بأن لا يكلمه الله ولا يزكيه وله عذاب عظيم يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح . أوليس هذا منكر يجب أن لا نجالس صاحبه إن استمر عليه مهما يكن من شي ؟! .

روى الإمام أحمد و أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان : الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) إلى قوله : ( فَاسِقُونَ ) (المائدة: 78-81) ، ثم قال : كلا والله ، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا ) .

فما الذي جعل القلوب تموت ، والأمزجة تنتكس ، والفطر تفسد : غير فرط النظر للمحرمات ، والله المستعان .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فالنّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف : النظر سهمُ سمٍّ إلى القلب ) [ الفتاوى : 15/395] .

وقال رحمه الله : ( وقوله سبحانه : ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر:88) يتناول النظر إلى الأموال واللباس والصور وغير ذلك من متاع الدنيا .... وذلك أن الله يمتع بالصور كما يمتع بالأموال ، وكلامها زهرة الحياة الدنيا ، وكلاهما يفتن أهله وأصحابه ، وربما أفضى به إلى الهلاك دنيا وأخرى ) ( الفتاوى : 15/398 ) .

فهذه بعض محاذير سنحت في فكرتي مع هذه العجالة ، فكيف يستهان بواحدة منها فينظر فيما حرّم الله تعالى . ولفشو المنكرات اليوم – والله المستعان – تحتم على المسلم أن يجتهد في غض بصره عن كل ما حرّم الله النظر إليه ، وخاصة النساء والمردان ، فإن ابليس ينصب رأيته عند ذلك ، ويدعوك على النظر إليها .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( الشيطان من الرجل في ثلاثة : في نظره وقلبه وذَكَره ، وهو من المرأة في ثلاثة : في بصرها وقلبها وعجُزها ) .

وقال مجاهد : ( إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزَّينها لمن ينظر، فإذا أدبرت جلس على عجُزها ، فزينها لمن ينظر ) .

وقال سفيان الثوري : ( إني مع كل امرأة شيطاناً ، وأرى مع الشاب الأمر بضعة عشر شيطانا ) .

فيجتهد المسلم في صرف بصره عن النظر إلى المحرمات ، وإذا بلي بأن تكون محل إقامته في أرض يكثر فيها الفساد وتكشف النساء ، وتغنج المردان : فليجتهد في غض الطرف أكثر ، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا .

قال سعيد بن أبي الحسن: قلتُ للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ، قال: اصرف بصرك، يقول الله تعالى: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ) ( النور:30 )

وليعلم أن الأمر بغض البصر – كما تقدم الإشارة إليه – عام للرجال والنساء ، فالمرأة مأمورة بغض بصرها عن محارم الله تعالى ، وعن الصور والأفلام ، وقد أجمع العلماء على حرمة نظر النساء للرجال بشهوة ، واختلفوا في مجرد الرؤية بدون شهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 15/396) : ( وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة ) .

فكيف بحال من : تعشق صور مشاهير الرجال ، وتتمعن في جمال هذا وذاك ، وتراهن على أن زيداً أجمل من عمرو ، وربما علّقت صورته في بيتها أو حفظتها في جهاز الكمبيوتر وجعلتها خلفية لشاشتها أو رمزاً لتوقيعها !! ، أو على شاشة هاتفها الجوال ، وغير ذلك من سخافات العقول قبل أن تكون مصادمة المنقول ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم .

تنبيه وفائدة : حذر العلماء من النظر للمحرمات ، وكذلك من فرط النظر إلى ما لا حاجة له ، ويسمى ( فضول النظر ) وذلك أن فيه شتات الذهن ، وعدم استقراره ، ولهذا نرى أن أقوى الناس حفظاً وذاكرة ، وأرقهم طبعاً ، هم أقلّ الناس نظراً ، ولهذا من بلي بسلب هذه النعمة تقوى في الغالب عنده حافظته ، وذاكرته ، ويتسم بهدوء الطبع ، ولن نرى ذلك في أنفسنا أن الإنسان في ساعات تذبذب الذهن وشروده : يفزع لإغماض عينيه ، وكذا عندما ينسى شيئاً قد حفظه يغمض عينيه ، كل ذلك لتثبت الذهن وعدم شتاته .

ونسأل الله لنا ولكم إخواني وأخواتي صلاح القول والعمل ، وسلامة الظهار والباطن ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 كتبه
أخوكم : بد بن علي العتيبي
المصدر: موقع صيد الفوائد

درر ابن الجوزي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
درر ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
- يا من يشيع ببدنه الميت فأما قلبه ففي البيت أتخلى بين المودود والدود وتعود إلى المعاصي حين تعود هلا أجلت بالبال ذكر البالي وقلت للنفس الجاهلة هذا لي من زار القبور والقلب غافل وسعى بين الأجداث والفكر ذاهل وشغله عن الإعتبار لهو شاغل فهو قتيل قد أسكره القاتل.
- إخواني كيف الأمن وهذا الفاروق يقول لو أن لي طلاع الأرض ذهبا وفضة لافتديت بها كيف الأمن من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر لما طعن عمر قال لابنه ضع خدي على التراب فوضعه فبكا حتى لصق الطين بعينيه وجعل يقول ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي .
- يا نائما طول الليل ما تحس برد السحر لقد نم النسيم على الزهر ودلت أغاريد الحمام على دنو الفجر صاح الديك فلم تنتبه وأعاد فلم تفق فقوى ضرب الجناحين لطما على غفلتك.
- إخواني ألبسوا للدنيا جنة الهجر واسمعوا فيها من مواعظ لزجر واحسبوها يوما صمتموه للأجر وصابروا ليل البلى فما أسرع إتيان الفجر فلا تبيعوا اليقين بالظن .
- الدنيا دار المحن ودائرة الفتن ساكنها بلا وطن واللبيب قد فطن.
- يا هذا الآخرة دار سكانها الأخلاق الجميلة فصادقوا اليوم سكانها لتنزلوا عليهم يوم القدوم فإن من قدم إلى بلد لا صديق له به نزل بالعراء يا هذا فنى العمر في خدمة البدن وحوائج القلب كلها واقفة إنهض إلى التلافي قبل التلف .
- يا عظيم الجرأة يا كثير الإنبساط ما تخاف عواقب هذا الإفراط يا مؤثر الفاني على الباقي غلطة لا كالأغلاط ألك صبر يقاوم ألم السياط ألك قدم يصلح للمشي على الصراط .
- يا أهل الذنوب والخطايا ألكم صبر على العقوبة ( كلا إنها لظى ) إذا شاهدت من اشترى لذة ساعة بعذاب سنين ( تكاد تميز من الغيظ ) من أراد أن ينجو منها فليتب ( من قبل أن يتماسا ) كيف أمن العصاة ( وإن منكم إلا واردها ) كيف نسوا غب الزلل ( ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ).
- إخواني مثلوا أهل الجنة ( يوم نحشر المتقين ) ( ونورهم يسعى بين أيديهم ) ومعهم توقيع ( لا خوف عليهم ) فلما وصلوا إلى الجنان ( وفتحت أبوابها ) وبدأهم الخزنة ( سلام عليكم طبتم ) وبشروهم بالبقاء الدائم ( فادخلوها خالدين ) وقرأت الأملاك من سجل الأملاك مبلغ الثمن ( بما صبرتم ) وجميع المرادات داخلة في إقطاع ( ما تشتهي أنفسكم ) وقد استرجح في الميزان ( ولدينا مزيد ) وأتم التمام ( وما هم منها بمخرجين ) .
- يا من يذنب ولا يتوب كم قد كتبت عليك ذنوب خل الأمل الكذوب فرب شروق بلا غروب وآأسفي أين القلوب تفرقت بالهوى في شعوب ندعوك إلى صلاحك ولا تؤوب.
- قال محمد بن واسع لو رأيتم رجلا في الجنة يبكي أما كنتم تعجبون قالوا بلى قال فاعجب منه في الدنيا رجل يضحك ولا يدري إلى ما يصير ضحك بعض الصالحين يوما ثم انتبه لنفسه فقال تضحكين وما جزت العقبة والله لا ضحكت بعدها حتى أعلم بماذا تقع الواقعة.
- إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر قال عمر بن عبد العزيز خلقت لي نفس تواقة لم تزل تتوق إلى الإمارة فلما نلتها تاقت إلى الخلافة فلما نلتها تاقت إلى الجنة.
- إبتليت الهمم العالية بعشق الفضائل شجر المكاره يثمر المكارم متى لاحت الفريسة قذفت الغابة السبع إذا استقام للجواد الشوط لم يحوج راكبه إلى السوط من ضرب يوم الوغى وجه الهوى بسهم ضرب مع الشجعان يوم القسمة بسهم من اشتغل بالعمارة استغل الخراج إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة ثم ردفه قمر العزيمة ( أشرقت الأرض بنور ربها ) يا طالبا للبدعة أخطأت الطريق علة الراحة التعب إن لم تكن أسدا في العزم ولا غزالا في السبق فلا تتثعلب يا هذا الجد جناح النجاة وكسلك مزمن من كد كد العبيد تنعم تنعم الأحرار من امتطى راحلة الشوق لي يشق عليه بعد السفر.
- يا أخي التوبة التوبة قبل أن تصل إليك النوبة الإنابة الإنابة قبل أن يغلق باب الإجابة الإفاقة الإفاقة فيا قرب وقت الفاقة
- يا غافلا عن مصيره يا واقفا في تقصيره سبقك أهل العزائم وأنت في اليقظة نائم قف على الباب وقوف نادم ونكس رأس الذل وقل أنا ظالم وناد في الأسحار مذنب وواجم وتشبه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم وابعث بريح الزفرات سحاب دمع .
- كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد فبطر وعصى فما زالت نعمته ولا تغيرت حالته فقال يا رب تبدلت طاعتي وما تغيرت نعمتي فهتف به هاتف يا هذا لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها وضيعتها .
- هان عليهم طول الطريق لعلمهم أين المقصد وحلت لهم مرارات البلا حبا لعواقب السلامة فيا بشراهم يوم ( هذا يومكم ).
- كان بعض الصالحين يتستر بإظهار الجنون فتبعه مريد فقال له والله ما أبرح حتى تكلمني بشيء ينفعني فإني قد عرفت تسترك فسجد وجعل يقول في سجوده اللهم سترك فمات.
- إذا تكاثفت كثبان الذنوب في بوادي القلوب نسفها نسف أسف في نفس يا أهل الزلل قوموا نفس أنفسكم فقد جمع قسر القهر بين الناقص والتام لقد تاب الله على المؤمنين ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ).
- يا من كان له وقت طيب وقلب حسن فاستحال خله خمرا إبك على ما فقدت في بيت الأسف.
- يا من يذنب ولا يتوب كم قد كتبت عليك ذنوب خل الأمل الكذوب فرب شروق بلا غروب وآأسفي أين القلوب تفرقت بالهوى في شعوب ندعوك إلى صلاحك ولا تؤوب .
-------------
نقله لكم:
أبو لقمان الجزائري

فوائد في تزكية النفس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل بعض العلماء عن عشق الصور؟ فقال: قلوبٌ غفلت عن ذكر الله؛ فابتلاها الله بعبودية غيره.

القلب الغافل: مأوى الشيطان! [ابن القيم - مفتاح دار السعادة 1-112]

من كلام الشافعي -رحمه الله-: استعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الاستنباط بالفِكرة. [ابن القيم - مفتاح دار السعادة 1-180]

فما قطع العبد عن كماله وفلاحه وسعادته العاجلة والآجلة قاطعٌ أعظم من "الوهم" الغالب على النفس،و"الخيال" الذي هو مركبها مفتاح دارالسعادة1-

"الغفلة" المضادة للعلم و"الكسل" المضاد للإرادة والعزيمة: هذان أصل بلاء العبد وحرمانه منازل السعداء .. [ابن القيم - مفتاح دار السعادة 1-112]

{ولينصرن الله من ينصره} حُكمٌ فصلٌ أهم سبب للنصر على الأعداء وتحقيق الأمن:تعظيم الله،وحماية دينه بقطع قرون النفاق

معصية الكبر والعجب والرياء أعظم من معصيةشرب الخمر فالشارب الخاشع الخائف من ربه أقرب إلى رحمةربه من الصائم المتكبر..المرائي

من ظن أن الطاعة صور الأعمال فهو جاهل! بل اسم الطاعة يتناول طاعةالقلب بالخوف والرجاءوالإخلاص لله..أعظم مما يتناول طاعةالبدن

أجمع المسلمون على أن مجرد أعمال البدن بدون عمل القلب لايكون عبادة ولاطاعة لله وأن كل عمل لايراد به وجه الله فليس هو عبادة له

خاصية العبد:أن يسأل ربه،وخاصية الرب:أن يجيبه فمن ظن أنه يستغني عن سؤاله فقد خرج عن ربقة العبودية وهذا من حماقات الجهال

أعجبني شأن أديبٍ كان إذا كتب المقالة ألقاها في أقرب "جريدة" في طريقه،ثم لم يهتم بها،ولا بصداها في الناس الموفق: من يكتب ليرضى الله،لا الناس

ما ذاق طعم الإيمان من لم يوالِ في الله ويعادِ فيه .. [ابن القيم - مفتاح دار السعادة 117]

العقل -كل العقل-: ما أوصل إلى رضا الله ورسوله ? .. [ابن القيم - مفتاح دار السعادة 117]

قيل: من لم يكن عقلُه أغلب خصال الخير عليه؛ كان حتفُه في أغلب خصال الشر عليه. [ابن القيم - مفتاح دار السعادة 117]

الخير -بمجموعه- ثمرٌ يُجتنى من شجرة العلم والشر -بمجموعه- شوكٌ يُجتنى من شجرة الجهل .. [ابن القيم - مفتاح دار السعادة 116]

قال رجل لعمر بن عبد العزيز:كيف أصبحت؟ قال: (أصبحت بطِيّا بطينا، متلوثا من الخطايا، أتمنى على الله الأماني) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا

عن أبي الدرداء:(إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله؛فإن كان عمله تبعا لهواه فيومه يوم سوء،وإن كان هواه تبعا لعمله فيومه يوم صالح) محاسبةالنفس

في القلب فاقةلايسدها إلامحبةالله والإقبال عليه والإنابةإليه،ولايلم شعثه بغيرذلك البتة مدارج3-274

عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «اجتنبوا أعداء الله فى عيدهم». السنن الكبرى للبيهقي 9-234

قال?: (اسألوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية) أخرجه الترمذي

قال سبحانه عن إبراهيم?:{ولم يك من المشركين} لم يك منهم في شيء البتة؛ لا في قول ولا فعل ولا مشابهة {فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا}

"الإسلام، والسُنة، والعافية .. سعادة الدنيا والآخرة ونعيمهما وفوزهما مبني على هذه الأركان الثلاثة" [ابن القيم - اجتماع 33]

{ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} تذكر ولا تغفل "أسعد الناس في الدنيا والآخرة: أتبعهم للرسول? باطنا وظاهرا" [ابن تيمية-الإخنائية500]

سامح الإمام أحمد المعتصمَ وجعله في حل من ضربه،وقال: وما على رجلٍ أن لا يعذب الله بسببه أحدا! مناقب الإمام أحمد465

قال رجل لزهير بن نعيم: أوصني قال: «إذا رأيت الرجل لا يُنصف من نفسه؛ فإن قدرت أن لا تراه فلا تره»

قال زهير بن نعيم: «لأن يتوب رجلٌ أحب إلي من أن يرد الله إلي بصري ولأن يتوب رجل أحب إلي من أن يتحول سواري المسجد لي ذهبا»

قال رجل لزهير بن نعيم:ألك حاجة؟ قال:نعم قال:ما هي؟ قال:تتقي الله!فوالله لأن تتقي الله أحب إلي من أن يصير هذا الحائط ذهبا

قال زهير بن نعيم البابي رحمه الله: «وددت أن جسدي قُرض بالمقارض وأن هذا الخلق أطاعوا الله»

لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما آية الإسلام؟ قال:(أن تقول:أسلمت وجهي لله وتخلّيت..)حم،ن التخليةوالتحلية الولاءوالبراء التجريد والتفريد .. هو حقيقة التوحيد

الفقر إِلى الله عز وجل هو عين الغنى به فأفقر الناس إِلى الله:أغناهم به وأذلهم له:أعزهم وأضعفهم بين يديه:أقواهم

كما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غني سواه؛ فالغني به هو الغني فى الحقيقة ولا غنى بغيره البتة .. [ابن القيم - طريق الهجرتين 34]

قال ابن الأثير معرّفا العجوة: «نوع من تمر المدينة .. يضرب إلى السواد» يعني لونه [النهاية3-188] والعجوة التي يتوارثها أهل المدينة هذا لونها

إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع..وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ابن عقيل الآداب1-

أشقِ البدن بنعيم الروح، ولا تشقِ الروح بنعيم البدن فإن نعيم الروح وشقاءها أعظم وأدوم، ونعيم البدن وشقاؤه أقصر وأهون [الفوائد لابن القيم169]

كما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة؛ فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك! [الفوائد لابن القيم 164]

الإخلاص والتوحيد: شجرةٌ في القلب فروعها: الأعمال وثمرها: طيب الحياة في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة .. [الفوائد لابن القيم 164]

من كانت أنفاسه في طاعة؛ فثمرة شجرته طيبة ومن كانت في معصية؛ فثمرته حنظل وإنما يكون الجداد يوم المعاد! [الفوائد لابن القيم 164]

قال ابن القيم بعد نقل فائدة عن شيخه ابن تيمية: «ولمثل هذه الفوائد التي لا تكاد توجد في الكتب يُحتاج إلى مجالسة الشيوخ والعلماء» بدائع 1-

--------------
في الفاتح من محرم 1438هـ
نقله لكم:
أبو لقمان الجزائري

سر التوفيق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سر التوفيق
-------

سر التوفيق أن يخرج الله عز وجل من قلب العبد الدنيا وأهلها وأن يغسل أثرها بالماء والثلج والبرد
وأن يكون محل ذلك إرادة الآخرة والعمل لها.
--------
لا تحزن ولا تأسف على شيء فاتك من حطام الدنيا الفانية
ولا تفرح بشيء أتاك منها من زخرف ومتاع زائل.

--------

البصيرة تزداد بإرادة الآخرة وجعل الهم هما واحدا
قال كعب رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:
'' ينفي ( يطرد ) العلم من قلوب الرجال الطمع والحرص على الدنيا''.


قال الله تعالى:
''من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ''

يزد لك في بصيرتك وعلمك وعزمك وقوتك
العزائم من أعظم أسبابها إرادة الآخرة
----------
التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم من أسباب التوفيق
---------
الوهن في حب الدنيا وكراهية الموت

إجعل الهم هما واحدا: وهو إرادة الآخرة فقط تسترح ويطمئن قلبك
----------------
سر التوفيق:
دعاء الله عز وجل
أذكر الأمم السالفة ( عاد وثمود ومدين،...) وتفكر واعتبر أين جاههم وسلطانهم وأموالهم ومتبوعيهم وقصورهم
-----
قال الله تعالى:
'' من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ''.
-----------
في الفاتح من محرم 1438هـ
أخوكم: أبو لقمان الجزائري
http://abolokman.blogspot.com/
لا تنسوني من دعوة صالحة بظهر الغيب





جنة الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم

جنة الدنيا
---------
جنة الدنيا في:الأنس بالله عز وجل ومعرفته وحبه وذكره وطاعته.
  لتكونا أخي وأختي جنتكما في صدركما
انشغل بنفسك وعيوبها عن عيوب الناس
---------
نحن الآن نعيش في عصر الخواء الروحي مع هذه المدنية الزائفة التي هدمت كيان الروح وجعلت الإنسان لا هم له إلا متعة هذا الجسد الفاني .
--------
العلاج:
- فر إلى الله تعالى وانطرح بين يديه ساجدا وداعيا وراجيا وبث له شكواك.
- أصدق في فرارك إلى الله تبارك وتعالى الكريم الرحيم.
- السعادة في الصلاة والقرآن والذكر والدعاء.
الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ( فإن يد الله ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار )
--------
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: 
'' ما يفعل أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري ''.
وقال: ''المحبوس من حبس قلبه عن الله والمأسور من أسره هواه
''.
-----------
أخوكم: أبو لقمان الجزائري
لا تنسوني إخواني وأخواتي من دعوة صالحة بظهر الغيب

الصدق والإخلاص والزهد

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الكذب؟

الحذر من الكذب على الله عز وجل:
بأن تفتري عليه
أو تقول عليه بغير علم
أو تحاج وتجادل بدون علم
أو تزكي أو تبرئ أو ترمي البريء بدون علم

---------------------

ما يتعلق بخبر غيرك:
التثبت
وعدم التحدث بكل ما تسمع


-------------------

توفيق الله تعالى لك لطلب العلم النافع مؤشر خير أنه عز وجل أراد بك خيرا

لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم
'' من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ''.

احمد الله تعالى واعمل وخذ الكتاب والدين بقوة وصدق وعزم

قال أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب يوم الحديبية (قصة أبي جندل ):
الرجل يوحى إليه إلزم غرزه لا تهلك
-------
ماذا أجبتم المرسلين؟
فاجعل الرسول صلى الله عليه وسلم لك قدوة وأسوة حسنة

الرسول أرسله المرسل واختاره واصطفاه
المرسل هو الله عز وجل

-------------------
أعقل الناس الزاهد في الدنيا بقلبه المقبل على الآخرة
أعقل الناس القانع برزق الله عز وجل عليه


الزهد في الدنيا

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
الزهد في الدنيا قصر الأمل والإياس مما في أيدي الناس وأن تنصرف إلى ما خلقت لأجله
---------------

قيل للإمام أحمد : كيف يرق قلبي؟
قال: أدخل المقبرة وامسح على رأس اليتيم
---------
المخلص والصادق والمرائي

المخلص من كانت سريرته وعلانيته سواء
الصادق من كانت سريرته خير من علانيته
المرائي من كانت علانيته خير من سريرته

قال الربيع بن أنس:
علامة الدين الإخلاص لله وعلامة العلم خشية الله.
-------
في الفاتح من محرم 1438 هـ

السعادة في الدين والعقل والخلق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السعادة
------
السعادة في الدين والعقل والخلق
الدين: فعل الأوامر واجتناب المناهي
العقل: سمي عقلا لأنه يعقل ( يربط ) صاحبه ويحجزه عن كل قبيح وسيء
الخلق: التحلي بالأخلاق الحسنة والفاضلة الجميلة
والخلق يتمثل في:
بذل الندى ( أي أن تكون سخيا كريما باذلا في وجوه الخير، معينا لإخوانك بما تستطيع ، كالندى الذي يوجد كل ليلة ولا ينقطع )
كف الأذى ( فلا تنوي ولا تعزم على أذية أحد من إخوانك، فلا تؤذيه في أهله ولا في نفسه ولا في ماله وعرضه وأولاده )
أخي إذا لم تجد ما تتصدق به فكف أذاك عن الناس فتلك صدقة منك على نفسك
وطلاقة الوجه ( ليكن وجهك بشوشا مبتسما لإخوانك المسلمين )
--------
في الفاتح من محرم 1438 هـ

السبت، 1 أكتوبر 2016

كـن صــالحا مصلحــا

بسم الله الرحمن الرحيم

التفكُّر سبيـــــــل التعظيــــم

بسم الله الرحمن الرحيم