الاثنين، 31 أكتوبر 2016

مخالفات عصرية للمنهج السلفي

الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد فهذه تقييدات لبعض المخالفات العصرية المنهجية سميتها بـ : "مخالفات عصرية للمنهج السلفي " ومنها:

1-ضعف الولاء والبراء وتقديم التنازلات في دين الله جل وعلا لأجل ماسموه "بالمواطنة " وغيرها من الأسباب الدنيوية ، وكذا بسبب ماأحدثوه من مصطلحات عصرية مثل دعوتهم لاجتناب ماسموه بالطائفية[1].

2-الأخوان نقضوا عهودا كانوا قد وعدوا بها عامة الناس لأجل ماسموه بالمصالح[2] كما هو الحال في مصر هذه الأيام[3] .

3-اهتمام الأخوان بالثورات والاعتصامات سعيا منهم وراء تغيير الأنظمة ليجدوا لهم موطئا في المجالس النيابية وغيرها وليس لما ادعوه لأكثر من ثمانين سنة مضت من أنهم إذا وصلوا إلى سدة الحكم فسيحكمون بالشريعة[4] والواقع في البلاد العربية يشهد بغير ما ادعوه [5] وتابع هؤلاء من تسموا بالسلفية في بلاد الإسلام[6] .

4-ادعاء طائفة أنهم على المنهج السلفي  للتلبيس والتغرير وهم كثر اليوم لاكثرهم الله ، ومثال هذا  ماحصل من حزب النور السلفي[7] –زعموا- وهم ليسوا من السلفية في شيء ولأصحابها آراء ظاهرها السلفية وانقلبوا عليها بعد دخولهم في  الأحزاب والانتخابات والمجالس النيابية وغيرها [8]مما كانوا يحرمونها قبل تغير أفكارهم  بل إنهم قد وجدوا لهم مخارج ولكنها مخارج باطلة [9] .

5-فزع الناس إلى الأصاغر لاستفتائهم في النوازل وتركوا الأكابر[10]وقد كان عامة الناس  ولازالوا يرجعون إلى فتاويهم  في أمورهم الحياتية ولكن اتخذوا -وللأسف - في النوازل رؤوسا جهالا [11] "فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" [12] .

6-الاهتمام بمسائل من المنهج[13] طغا عند طائفة من طلاب العلم على الاهتمام بالعقيدة السلفية الصحيحة وكلاهما مهم ولاشك مما أحدث ضعفا كبيرا في معرفتهم بالعقيدة السلفية الصحيحة -وللأسف –ولا يمانع كثير من هؤلاء الطلاب  أن يخالفوا في بعض المسائل -التي لايجوز الاجتهاد فيها بحال -كبار العلماء وتسمع منهم من يقول عن العالم : "اجتهد فأخطأ" مع أن الباب باب عقيدة بل لا يضيره أن يقول عن جماعة العلماء الذين خالفهم : "أخطأوا في اجتهادهم"  او مافهموا المسالة ونحو هذه العبارات وأخوات لها والتي ماكنا نسمع بها من قبل والله المستعان .

اكتفي بهذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم .

[1] الرؤوس الجهال يرون أن الناس في المجتمع المسلم كلهم طيف واحد : النصراني والمسلم والشيعي المسالم لهم والماروني والدرزي وهكذا... فأين الولاء والبراء؟!! ولماذا اضطروا أنفسهم للوقوع في تلك المخالفات الشرعية وجر عامة الناس إليها ، فإلى الله المشتكى إلى الله المشتكى .

[2] هذا طاغوت في هذا العصر ولأجله قضي على باب الولاء والبراء ولأجله حصلت فتن عظيمة وجر الأمة الإسلامية للويلات فاللهم غفرا اللهم غفرا .

[3] ومن ذلك أنهم وعدوهم أن لايقدموا منهم عضوا للانتخابات وقدموا لها شخصا ثم آخر والسبب عندهم هو الملصحة وكذا غيرها من الوعود الكثيرة ولكن خالفوها جميعا حتى سقطت الثقة بهم عند  عامة الناس فضلا عن غيرهم ، حتى اضطر كثير منهم أن يحلفوهم بأغلظ الأيمان لضمان حقوقوهم والله المستعان .

[4] هو من باب التلبيس والتغرير ليخدعوا به عامة الناس المحبين لشرع الله تعالى وإلا فالمقصود الأسمى عندهم هو الحكم فقط  وماهو هذا الحكم ؟ الجواب : أي حكم كحال اليهود –إن صح التمثيل بهم – وحرصهم على الحياة وماهي الحياة ؟ الجواب: أي حياة قال تعالى : {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }البقرة96. وانظر حالهم اليوم  في تونس وغيرها ينبيك عما قلت ، وإلى الله المشتكى .

[5] من آرائهم التي اظهروها للعالم كله أنه لابأس أن يحكمهم نصراني أو امرأة وكل ذلك تحت مسمى يسر الشريعة وتسامحها مع الجميع ونبذ ماسموه بالطائفية  .

[6] واهتموا بالدعوة إلى المظاهرات والاعتصامات والثورات والفوضى عارمة وكل هذا تحت مسمى السلفية -زعموا - ،  و كانوا يحرمون الاستعانة بالكفار من قبل ويشددون في الأمر وهم اليوم يرون جوازها فما هو الأمر الذي اختلف؟ !!

[7] هناك جماعات تنسب نفسها للسلفية ولها بيعات في كثير من بلاد الإسلام وهذا مخالف للسلفية الحقة فليس فيها بيعات جزئية وإنما البيعة لولي أمرها الحاكم فقط برا كان او فاجرا  .

[8] ألفوا كتبا قبل دخولهم الانتخابات تحرم بل تجرم الديمقراطية وأنها كفر ثم رجعوا عن ذلك كله بعد الانتخابات بحجة المصلحة الوطنية  بل هي في حقيقتها المصلحة الشخصية والله المستعان .

[9] رأوا أن المصلحة تدعوهم إلى هذا مع مخالفتها للنصوص الواضحة مع علمهم بهذا  كما جاء هذا على لسان برهامي وغيره في بعض اللقاءات !! .

[10] أمثال الفوزان واللجنة الدائمة في السعودية وغيرهم ممن هم أهل علم وحكمة ودراية بالمنهج السلفي الحق لا ادعاء .

[11] ومن فتاويهم الضالة : لابأس بخروج المظاهرات السلمية بصدور عارية ...إلخ كلامهم الفلسفي ، ومنها: لابأس بالضغط على الحكام بأي وسيلة سلمية !! ومنها : ماأفتى به بعضهم قبل أن يحدث ماسموه بالربيع العربي !! بأن الانتخابات حرام وبحرمة الديمقراطية وأنها تعني حكم الشعب بالشعب ثم جوزوها بعد ذلك الربيع المدعى  تحت مسمى المصلحة –ولو صادمت النصوص جميعها – ومن تعليلاتهم العليلة قولهم  : لمن نترك الحكم ؟ هل نتركه لليبراليين وللعلمانيين؟  ونحن نسعى إلى تطبيق الشريعة ..إلخ مايزعمون .ولهم فتاوى كثيرة جدا في الباب ليس هذا موطن بيانها جميعا لعل الله ييسر من يجمعها ليعلم الناس منهم أهل العلم حقا وصدقا فيصدروا عن علمهم ويعلمون من هم الخراصون فيتركوهم وماأفتوا به من فتاوى باطلة مخالفة لشرع الله تعالى .

[12] هذا هو وللأسف حال الكثيرين اليوم حتى ممن يظن نفسه أنه طالب علم حين يسمع بشخص تكلم في المنهج وأحسن عرض بعض مسائله هب إلى متابعته ودعا الناس إليه وبعد أيام يكتشف الشخص نفسه المتبع لمنهج ذلك الرأس أو غيره أن ذلك الرأس  مخالف لمنهج السلف في مسائل أو أنه ضعيف  في باب الولاء والبراء ونحو هذه الأبواب المنهجية وهذا كله وللأسف راجع إلى أن هؤلاء الطلاب لم يتربوا أصالة على المنهج السلفي الصحيح أو أنهم ضعفوا عن الاتباع للحق وأهله والله المستعان .

[13] لاشك أن الخلل في المنهج خلل في العقيدة .ثم إنا ننبه إلى خطأ مقولة عصرية قطبية تقول  : " المنهج سلفي والمواجهة عصرية "  وأقول : أنى يجتمعان ؟!!.

--------------

نقله لكم أخوكم:

أبو لقمان الجزائري

http://abolokman.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق