الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

من درر أقوال السلف الصالح ( 01 )

بسم الله الرحمن الرحيم
من درر أقوال السلف الصالح :

-  قال الأحنف بن قيس رحمه الله: مَنْ لم يصبر على كلمةٍ سَمِعَ كلماتٍ ورُبَّ غيظٍ قد تجرّعتُه مَخَافَةَ ما هو أشدُّ منه.
- عن عبد الله بن بكر المُزَنيّ قال: جاء رجل فشتم الأحنفَ رحمه الله فسكتَ عنه، وأعاد فسكت، فقال: والهَفاه! ما يمنعُه مِنْ أن يَرُدَّ عليّ إلاّ هَوَانِي عليه.
- ن سليمان بن موسى رحمه الله قال: ما جمع شيء إلى شيء أزين من علم إلى حلم. [الزهد للإمام أحمد / 377].
- قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله: لا يعجبك حلم امرئ حتى يغضب، ولا أمانته حتى يطمع، فإنك لا تدري على أي شقيه يقع.
- عن سفيان قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين رحمه الله، فقال له: إن فلانًا قد آذاك، ووقع فيك. قال: فانطلق بنا إليه، فانطلق معه، وهو يرى أنه سينتصر لنفسه فلما أتاه قال: يا هذا إن كان ما قلتَ فيّ حقًا، فغفر الله لي، وإن كان ما قلتَ فيَّ باطلاً، فغفَر الله لك.
- عن عبد الغفّار بن القاسم قال: كان علي بن الحسين رحمه الله خارجًا من المسجد، فلقيه رجل فسبّه، فثارث إليه العبيد والموالي، فقال علي بن الحسين: مهلاً على الرجل. ثم أقبل على الرجل، فقال ما سُتِر عنك من أمرنا أكثر. ألكَ حاجة نعينك عليها؟ فاستحْيا الرجل، فألقى عليه خَمِيصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسول.
- عن رجاء بن أبي سلمة رحمه الله، قال: الحلم أرفع من العقل؛ لأن الله تعالى تسمى به.
-  شكا رجل إلى أبي مسلم الخولاني رحمه الله ما يلقى من الناس من الأذى، فقال له أبو مسلم: إن تناقد الناس يناقدوك، وإن تتركهم لا يتركوك، وإن تفر منهم يدركوك، قال: فما أصنع؟ قال: هب عرضك ليوم فقرك، وخذ شيئا من لا شيء، يعني الدنيا.
- قال بكر بن عبد الله رحمه الله: ما عليك أن تُنزل الناس منزلة أهل البيت، فتنزل من كان أكبر منك منزلة أبيك، وتنزل من كان منهم قرينك منزلة أخيك، وتنزل من كان أصغر منك منزلة ولدك، فأي هؤلاء تحب أن يُهتَك سترُه؟.
- جاء رجل إلى أبان بن أبي عياش رحمه الله فقال: إن فلانا يقع فيك قال: أقرئه السلام، وأعلمه أنه قد هيَّجني على الاستغفار.
- عن الحسن رحمه الله، قال: المؤمن حليم لا يجهل، وإن جُهل عليه حليم لا يظلم، وإن ظُلم غفر لا يقطع، وإن قُطع وصل لا يبخل، وإن بُخل عليه صبر.
- عن عمرو بن الحارث رحمه الله: أن رجلاً كتب إلى أخ له: إن الحلم لباس العلم فلا تعريَنَّ منه.
- قال أسماء بن خارجة رحمه الله: ما شتمت أحدًا قط، لأن الذي يشتمني أحد رجلين: كريم كانت منه زلة وهفوة، فأنا أحق من غفرها، وأخذ الفضل فيها، أو لئيم فلم أكن لأجعل عرضي له غرضاَ.
- عن مجاهد رحمه الله في قوله - تعالى -::" وإذا مروا باللغو مروا كراما " [الفرقان: 72] قال: إذا أوذوا صفحوا.
- عن سفيان بن عيينة قال: كان ابن عياش المنتوف. يقع في عمر بن ذر رحمه الله ويشتمه، فلقيه عمر بن ذر فقال: يا هذا لا تفرط في شتمنا وأبقِ للصلح موضعًا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
- عن العلاء بن المسيب قال: سرق للربيع بن خيثم رحمه الله فرس، فقال أهل مجلسه: ادع الله عليه، قال: بل أدع الله له؛ اللهم إن كان غنيًا فأقبل بقلبه، وإن كان فقيرًا فأغنه.
- أمر عمر بن عبد العزيز بعقوبة رجل قد كان نَذر إن أمكنه الله منه ليفعلنّ به وليفعلن. فقال له رَجَاء بن حَيْوة رحمه الله: قد فعل الله ما تحب من الظفر فافعل ما يحب الله من العفو.
- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:قد أفلح من عُصِمَ من الهوى والغضب والطمع.
- عن علي بن هشام أنه قال: لما سُمَّ عمر بن عبد العزيز قال للخادم الذي سمه: لم سممتني؟ قال: أعطاني فلان ألف دينار على أن أسُمّك، قال: أين الدنانير؟ قال: هي ها هنا، فأتى بها فوضعها في بيت مال المسلمين، وقال للخادم: اذهب، ولم يعاقبه.
- أسمع رجل عمر بن عبد العزيز كلامًا فقال له: أردتَ أن يستفِزّني الشيطانُ بعِزِّ السلطان فأنالَ منك اليوم ما تناله منّي غدًا، انصرفْ رحمك الله.
- عن إبراهيم بن أبي عَبْلة قال: غضب عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوما على رجل غضبًا شديدًا فبعث إليه فأتى به فجرده ومده في الحبال ثم دعا بالسياط حتى إذا قلنا: هو ضاربه قال: خلوا سبيله أما إني لولا أني غضبان لسؤته، قال: وتلا هذه الآية: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" [آل عمران: 134]. [الزهد للإمام أحمد / 504].
- قال مورق العجلي رحمه الله: ما غضبت غضبًا قط، فكان مني فيه ما أندم عليه إذا سكن غضبي.
- قال الحسن رحمه الله: أربع من كنّ فيه عصمه الله من الشيطان، وحرمه على النار: من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب.
- كان يقال: مَنْ حَلُم ساد ومن تَفَهَّمَ ازداد.
- عن الشعبي رحمه الله قال: كان عيسى ابن مريم - عليه السلام - يقول: إن الإحسان ليس أن تحسن إلى من أحسن إليك، إنما تلك مكافأة بالمعروف، ولكن الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك.
- قال وهب بن منبه رحمه الله: قال راهب للشيطان وقد بدا له: أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم؟ قال: الحدَّة، إن العبد إذا كان حديديا قلَّبناه كما يقلب الصبيان الكرة.
-قيل لابن المبارك رحمه الله: اجمع لنا حسن الخلق في كلمة، قال: ترك الغضب .
- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً فقل: يا أخي اعف عنه، فإن العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمل قلبي العفو ولكن أنتصر كما أمرني الله - عزَّ وجلَّ - قل: فإن كنت تحسن تنتصر مثلاً بمثل وإلا فارجع إلى باب العفو فإنه باب أوسع، فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله، وصاحب العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلب الأمور.
- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك، قيل: وكيف ذاك يا أبا علي؟ قال: إن صديقك إذا ذكرت بين يديه قال: عافاه الله، وعدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار. وإنما يدفع المسكين حسناته إليك، فلا ترض إذا ذكر بين يديك أن تقول: اللهم أهلكه لا بل ادع الله: اللهم أصلحه، اللهم راجع به، ويكون الله يعطيك أجر ما دعوت به، فإنه من قال لرجل: اللهم أهلكه فقد أعطى الشيطان سؤاله، لأن الشيطان إنما يدور على هلاك الخلق.
- عن محمد بن الحنفية رحمه الله قال: ليس بحليم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بُدًّا، حتى يجعل الله له فرجا.
- عن الربيع بن خثيم رحمه الله قال: الناس رجلان: مؤمن وجاهل؛ فأما المؤمن فلا تؤذه، وأما الجاهل فلا تجاهله.
- جاء رجل إلى وهب بن منبه رحمه الله فقال: إني قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس فما ترى؟ قال: لا تفعل، إنه لا بد للناس منك، ولا بد لك منهم، لك إليهم حوائج، ولهم إليك حوائج، ولكن كن فيهم أصم سميعا، أعمى بصيرا، سكوتا نطوقا.
- عن الأصمعي قال: لما حضرت جدي علي بن الأصمع رحمه الله الوفاة، جمع بنيه فقال: أي بَنيَّ عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم.
- عن عروة بن الزبير رحمه الله قال: مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسطا، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
- قيل لابن سيرين رحمه الله: ما أشدَّ الورَعَ! قال: ما أيسَرَه! إذا شككتَ في شيء فدَعْه.
- قيل للفضيل بن عياض رحمه الله: ما الزهد؟ قال: القُنوع، قيل: ما الوَرع؟ قال: اجتنابُ المحارم قيل: ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض قيل: ما التَّواضعُ؟ قال: أنْ تخضع للحق، وقال: أشدُّ الورع في اللسان.
- عن ميمون بن مهران رحمه الله قال: لا يسلم للرجل الحلال، حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزًا من الحلال.
-  جاء رجل إلى العمري رحمه الله فقال: عظني، فأخذ حصاة من الأرض، فقال: زنة هذه من الورع يدخل قلبك: خير لك من صلاة أهل الأرض، قال: زدني، قال: ما تحب أن يكون الله لك غدًا فكن له اليوم.
- عن عبد الله بن أحمد رحمه الله قال: كنت أسمع أبي كثيرًا يقول في دُبُر الصلاة: اللهم كما صنتَ وجْهي عن السجود لغيرك صُنه عن المسألة لغيرك.
-----------
نقله لكم:
أبو لقمان الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق