الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

علمتني الحياة في ظلال القرآن ( 01 )


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمتني الحياة في ظلال القرآن

“ظن ظنا حسنا تجد الحياة لذيذة حسنة، إن الأمل المندرج في حسن الظن ينفخ الحياة في الحياة! بينما اليأس المخبوء في سوء الظن بنخر السعادة ويقتل الحياة! بينما اليأس المخبوء في سوء الظن ينخر السعادة ويقتل الحياة! لقد كنت إذا ما دخلت بستانا لا أجني منه إلا أجود الثمرات. وإذا ما وقع بصري على فاكهة فاسدة أعرضت عنها، آخذ بالقاعدة:"خذ ما صفا دع ما كدر".”

- “إن لهذا العصر مرضا داهما، ألا وهو الأنانية وحب النفس! وإن أول درس نوري تلقيته من القرآن الكريم، هو التخلص من الأنانية، فلا يتم إنقاذ الإيمان إلا بالإخلاص الحقيقي..وما دام الإخلاص التام هو مسلكنا فلابد من التضحية والفداء لبس بالأنانية فحسب، بل حتى لو منح لكم ملك الدنيا كلها وجب عليكم تفضيل حقيقة إيمانية واحدة على ذلك الملك.”
- “أن وظيفتنا هي العمل الإيجابي البناء وليس العمل السلبي الهدام.. إننا مكلفون بالتجمل بالصبر، والتقلد بالشكر، تجاه كل ضيق ومشقة تواجهنا...وذلك بالقيام بالخدمة الإيمانية البناءة التي تثمر الأمن والاستقرار الداخليين. نعم، إن في مسلكنا قوة، إلا أننا لم نقم باستعمالها إلا في ضمان الأمن الداخلي، أو في مواجهة الهجمات الخارجية. إن أعظم شروط الجهاد المعنوي هو عدم التدخل في شؤون الربوبية، أي فيما هو موكول إلى الله.”
- “ظن ظنا حسنا تجد الحياة لذيذة حسنة، إن الأمل المندرج في حسن الظن ينفخ الحياة في الحياة! بينما اليأس المخبوء في سوء الظن ينخر السعادة ويقتل الحياة! لقد كنت إذا ما دخلت بستانا لا أجني منه إلا أجود الثمرات. وإذا ما وقع بصري على فاكهة فاسدة أعرضت عنها، آخذ بالقاعدة:"خذ ما صفا دع ما كدر".”
- “إنها الحياة ما تزال تولد من جديد! وأما ما شاهدته من عمرا ولى، ومن حياة غابت وفنيت، وما خلفت من بكاء ونحيب، إنما هو بسبب الغفلة عن مشاهدة مالكها الحقيقي! وبسبب هذا التوهم القاتل الظان أن الإنسان هو المالك لها! وإنما هو حقيقة مجرد ضيف على هذه الأرض! إنه عابر سبيل ليس إلا!”
- “لا تحسبن أن ما أكتبه شئ مضغته الأفكار والعقول.. كلا ! بل هو فيض! فاض على روح مجروح وقلب مقروح، شلال نور تلقته مواجدي الحرى من القرآن الكريم رأسا! فلا تظنه حالا تتذوقه القلوب حينا ثم يزول..كلا! بل هو مقام أنوار متوهجة أبدا، وحقائق إيمان ثابتة سرمدا. إنها ليست لي... فأنا لست بمدع! وإنما هي شمس القرآن انعكست على عقل عليل، وقاب مريض، ونفس حيرى! فانبعث من رماد "سعيد القديم" "سعيد الجديد" يبشر العالم بالنور”
- “أقبلت على القرآن تلاوة لا تنقطع، وتدبرا لا يمل ولا يكل! فلم أزل به معتصما، أستمد منه حقائق الإيمان، وأقرأ به أحوال الزمان والمكان، وأرقب من خلاله مشاهد صيرورة الكون والحياة والإنسان!”
- “إن المسلمين في كثير من الأقطار يعانون اليوم أزمة غياب التداول الاجتماعي للقرآن الكريم ! ومعنى التداول هنا : الانخراط العملي في تصريف آيات الكتاب في السلوك البشري العام ، تلاوة وتزكية وتعلمًا ، وتعريض تربة النفس لأمطار القرآن ، وفتح حدائقها المشعثة لمقارضه ومقاصه !حتى يستقيم المجتمع كله على موازين القرآن”
- “صحيح أن الأربعين هي لحظة القوة والشدة من عمر الإنسان، ولكن أليست هي لحظة البدء أيضا لخطوة الانكسار من مخطط عمره المحدود؟ ألبست هي بدء العد العكسي في اتجاه النهاية؟”
- “الجسم الهرم لا تبرأ له علة حتى تسيقظ فيه علة! إلى أن يوضع على شفير القبر..!”
- “والحقول التي لا تروى بالدموع لا تثمر سنابلها أبدا.”
- “حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإطاحة بأوثان الشعور, قبل الإطاحة بأوثان الصخور! و قد ظل بمكة يعبد الله قبل الهجرة و يطوف بالبيت العتيق وقد أحاطته الأصنام من كل الجهات, لأن عمله حينئذ كان هو إزالة أصولها القلبية, و جذورها النفسية, حتى إذا أتم مهمته تلك, كانت إزالة الفروع نتيجة تلقائية, لما سلف من إزالة للجذور ليس إلا. و لذلك قلت: إن الشرك معنى قلبي وجداني, قبل أن يكون تصورا عقليا نظريا.”
- “أهل البعثة من العلماء الفاعلين والربانيين المتفاعلين لا بد من اجتماعهم علي كلمة سواء في بناء المنهج وبعث المجالس وبث نشاطها ومواجهة تحدياتها بما يكفل تحقيق "بعثة التجديد" ويصنع للأمة رجالها من داخل المجتمع لا بد من تأليف الكلمة وترتيب المسيرة لتنطلق البعثة عبر مدارجها ومراحلها وفقه أولوياتها من المجالس إلى المدارس ومن عمران الإنسان إلى عمران السلطان”
- “إن الانتساب لرسالة القرآن تلقيًا وبلاغًا ، معناه : الدخول في ابتلاءات القرآن ، من منزلة التحمل إلى منزلة الأداء "
- “أن تتلقى القرآن: معناه أن تصغي إلى الله يخاطبك! فتبصر حقائق الآيات وهي تتنزل على قلبك روحاً وبهذا تقع اليقظة والتذكر ثم يقع التخلّق بالقرآن على نحو ما هو مذكور في وصف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأن تتلقى القرآن: معناه أيضا أن تتنزل الآيات على موطن الحاجة من قلبك ووجدانك، كما يتنزل الدواء على موطن الداء ! "
- “وليس معنى ذلك أن تلبس أرذل الثياب ولا تهتم بنظافتها و أصلاحها بالمكواة؛ كلا ! فليس الإسلام أن تتبذل المؤمنة في مظهرها حتى تبدوا كالعجوز التي لا يناسبها ثوب البتة! أو كما كان أهل المرقعات من جهال العٌبَاد أو الصعاليك! فتخرج على الناس في مزق من الأثواب بادية التجاعيد و الانكماشات! إن الفتاة المؤمنة لايريد لها الإسلام أن تكون منظرها بشعاً ولا منفرا بل يجب أن يكون محترما يوحي بالجد ويفرض على الناظرين الإجلال لها و التقدير والتوقير و إنمايحرم عليها أن يكون لباسها إغواءً أو إغراءً و ذلك حقا هو دور الشيطان!”
- “هل غلبتك الفاحشة ولم تستطع التخلص منها؟ هل أنت مدمن على خطيئة ما؟ دواؤك واحد: صل! تقول لي: إنني أصلي.. لا، لا! صل! فإنك لا تصلي! (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله أكبر. والله يعلم ما تصنعون) العنكبوت، صل؛ تجد أن ما كان يأسرك من المحرمات بالأمس، ويملأ عليك قلبك نزوة ورغبة، فلا تستطيع التخلص منه؛ هو من أبغض الأشياء إليك اليوم! إن القرآن سيف قاطع، إذا قطع القول في حقيقة فلا مراء بعد إلى يوم القيامة! ولقد قال الحق كلمته، (فماذا بعد الحق إلا الضلال، فأنى تصرفون) يونس. إن الصلاة سفر من الأرض إلى السماء؛ فأنى لمنازل السلام أن تصطدم بنوازل الحرام؟ أبدا، لا شهود للدرجات في نتانة الدركات!”
- “أن يبلغ العبد مقام الإمامة بحق لابد أن تلتهب أضلاعه بكلمات الابتلاء يكتوي بهن الواحدة تلو الأخرى حتى إذا أتمهن جُعل للناس إماما وإلا كان في أحسن أحواله من التابعين والكلمة في هذا المسلك ليست قولاً يقال فحسب بل هي فعلٌ ملتهب وعقبهٌ بركانية متفجرة وامتحان عسير تسير الأقدام فيه على حد السيف وتُحرقُ فيه القلوب بنار التخلية والتحلية ولذلك كثر في الدنيا التابعون المقلدون وقل الأئمة المجددون”
- “التنظيم الفطري عمل دعوي يجمع بين التلقائية والتوجيه كما يجمع بين البساطة وبين العمق وهو عمل تعبدي بذاته ومسلك إيماني بطبيعته ولذلك فهو يقوم علي ركنين أساسيين الأول منهما بشري وهم حمال الدعوة من الفاعلين فيها والمتفاعلين معها والثاني معنوي وهو الإطار الروحي التداولي للرسالات الدعوية وهو مجالس القرآن”
- “فتح الله فارسٌ ليس تلين عريكته ولا تضعف شكيمته ولصوته في الكر أشد من فرقعة الرعد يقاتل في النهار حتى تذوب الشمس في دماء البحر فإذا خلا لأشجان الليل بكى مكين الوثبة كالأسد حاد الرؤية كالصقر رهيب الصمت كالبحر إذا سكت خطب وإذا نطق التهب وإنه ليشف كالزجاج إذا هو كتب”
- “فلتكن القبلة إذن قنديلاً آخر في طريق التعبد يجمع المصلين في العالم أجمع على قلب واحد ينبض بتوحيد الله ذي الجلال ويبعث من مكة المكرمة أنواراً تتلقاها أفئدة العابدين في كل مكان أن هلموا إلى ههنا فهذا بيت الله الذي هو أول بيت وضع للناس فتحج الأرواح من محاريبها خمس مرات في اليوم”
- “هذه النافورة الرخامية البيضاء التي يؤمها الناس في فناء المسجد بقلوب يملؤها الشوق إلى حوض رسول الله تعرض على المؤمنين حليا من نور بهي فيتسابقون إلى تزيين وجوههم وأيديهم إلى المرافق ثم رؤوسهم فأرجلهم إلى الكعبين ذلك شرط المرور إلى عتبة الصلاة إذ "لا تقبل صلاة بغير طهور”
- “‎"فيضان الأنهار الصحراوية رهيب..! يغيض ماؤها سنين.. ثم تأتي فجأة بما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر..! فتُكَبكِب بسيلها الهدام الإنسان والحيوان والجماد! وكذلك الثورة تأكل -أول ما تأكل- أبناءها!”
- “العلم الحق بالله هو ما عرَّف العبدَ بربه، وغمر قلبه بنور اليقين، وأكسبه مشاهدة حقائق الإيمان، وتجليات أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، بما عرف من جلال ربوبيته، وجمال ألوهيته، فتعلق قلبه به، وسار إليه تعالى إجلالا وتعظيما وخوفا ورجاء، وشوقا ومحبة، وتدرّج في مراتب الإخلاص حتى يكون من الصديقين. وذلك هو علم التوحيد المأخوذ من الكتاب والسنة رأسا.”
- “رأى الشر ينهزم في معركة الدنيا قبل حساب الآخرة ! ورأى أن الحصون التى يبنونها لها أجل قريب لا يطول ! وأن اﻷمة اﻹسلامية ستلتهم أعداءها بعد خمسين مقاما من مقامات الظلام والتيه ! ورأى أن جيل القرآن هو ينبت الآن ، وليس بينا وبينه إلا أن يخضر الربيع ! ورأى ، ورأى . . ثم رأى " ‫‏أن لا غالب إلا الله‬ ”
- “الخلوة فكر، والجلوة ذكر، وبينهما تنتصب معارج الروح. ولا وصول إلى مدارجها إلا بالضرب في الأرض حتى مجمع البحرين ! وللطريق عقبات و وِهاد،فللجبال تعب وللصحراء لهب ! والسائر بينهما يتعلّى ويتدلّى بين خفاء وجلاء، يتلذذ بالضنى ويتغذى بالنَّصب ! ومن ظن أن بلوغ " ماء مدين " يكون بعير سفر فهو واهم ! .. فاحمل مزودك على عصاك يا قلبي وارحل ! .. فعلى شاطئ الجوار الآمن توجد منازل المحبين !”
- “ولن يكون التدين -من حيث هو حركة في النفس والمجتمع- جميلا إلا إذا جَمُلَ باطنه وظاهره على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة في الإسلام بين شكل ومضمون، بل هما معًا يتكاملان".”
- “المال مال الله، والبشر مستخلفون فيه، فسالك أو هالك”
- “( هل غلبتك الفاحشة ولم تستطع التخلص منها ؟ هل أنت مدمن على خطيئة ما ؟ دواؤك واحد : صلَِ !! تقول لي: إنني أصلي .. لا ، لا ! صلَِ ! فإنك لا تصلي حقاً )”
- “كانت الطفولة تستغيث ربها . . ! وتجأر إليه فزعا من الموت الرهيب . . ! هذا النور الصغير الصافي المتدفق مثل جدول البستان ، من عيون لا يد لها ولا رجل في إيقاد أوزار الحرب وفتنتها . . كيف تكون هي أول من يصطلي بنارها وكلها أمل فى الحياة . . !؟ أي شيطان هذا الذى أملى على الإنسان اغتيال الجمال المشرق في هذه الوجوه اللطيفة . .؟”
- “الوسواس نقمة وعذاب لعتاة المستكبرين فلا تزال جماجمهم تتحطم تحت مطارقه حتى يكونوا من الهالكين وهو للمؤمنين السالكين لطمة من لطمات الرحمة وصعقه علاج من برق النعمة وهو لقاح لخفقان القلب المحب حتى يستوي سيره على بوصلة محبوبه”
- “إن الحق الموهوب ابتداءً شئ والحق الموهوب بسبب التمثُل العملي شيء آخر فالحق إن لم يُمثل حسب مقاييس قيمه الذاتية فإنه يمكن أن يُسلب من أصحابه في أي لحظة ويُسَلم إلى قوم آخرين يكونون أجدر ولو نسبيا بتمثيل الخير وهكذا إلى أن ينشأ الممثلون الحقيقيون للحق”
- “إن معنى الصلاة هو أن ترحل عن خطاياك إلى الله .. تخرج من دركات العادة إلى العبادة”
- “ تبين أيضا أن المضي بالدعوة في مسارها المشاهد اليوم في كثير من البلاد، مضيا لا يراعي الظروف الجديدة، إنما هو مقامر بمصير الأمة. ذلك أن هذا المسار يغلب فيه الاستعراض على الاستنهاض ويطغى فيه النداء على البناء.”
- “ما بقي من وقتٌ أكثر مما ضاع فلحاقاً بالطير المغردة على حوض الطهور واغرف وضوءك من جداول النور عسى تنفتح أغصانك زهوراً تستمد طيبها من عبير الجنة وتستدر أنداءها من حوض رسول الله فيكتسب عودك خُضره ربيع لا يفنى ونضرة جمال لا يبلى فما كان لغرس أصابه رذاذٌ من حوض نبي الله أن يذبل أبدا”
- “سورة الفاتحة في غير الصلاة تفتح للقارئ نافذة علم إذ تلخص له قصة الإسلام كلها عقيدة وشريعة والمفسر يكتسب بها مقام علم رفيع وأما الفاتحة داخل محراب الصلاة فهي تفتح للعابد أقواساً من نور لمشاهدة جمال العلم بالإسلام من داخل قباب العبد فالعبد يقرأ بين يدي سيده مناجياً وشهود الحي القيوم حيٌ بقلبه”
- “يؤذن الإمام بتكبيرة الإحرام معلناً بذلك قطيعة مع عالم الرغام والأوهام - الله أكبر كأن سيف النور قد قطع الزمان نصفين: الأول إلى الخلف فما زال راكضاً في تغيره يذوب فناء بذوبان الأشكال والألوان المتهاوية تترى ثم يذوي في عالم الأوراق السافرة بين ربيع وخريف ولا برعوم يورق مرتين {كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
- “لقد تمكن الاستعمار القديم من الأوطان، فقامت عليه بعثة تجديد مجاهدة، فحاربت وجوده العسكري والإيديولوجي بعد ذلك بشتى الوسائل. بيد أن الاستعمار الجديد تمكن من الإنسان قبل أن يتمكن من الأوطان! فاقتحم جسور البلاد بالشهوات قبل أن يقتحمها بالمدرعات والدبابات! ففقدت الشعوب الإسلامية قوتها على الصمود أمام الإغراء العولمي وفقدت نمط عيشها وطرائق استهلاكها، واحتوتها الفلسفة الأمريكية الشهوانية احتواءً كليَّا إلا قليلًا! نعم، إنهم معارضون لأمريكا، لكن بمعنى أنهم يكرهون ظلمها فقط، لا بمعنى الكفر بوثنيتها وتألهها اللبيرالي، ورفض منهج حياتها، وطبيعة عيشها، ومن هنا كان نقدهم لها عملية تقويمية جزئية، من داخل بنيتها، ومن خلال نمطها، لا من خلال منظومة القرآن العظيم، ولا من خلال مقومات الشخصية الإسلامية المستقلة الأصيلة! ومن هنا فإن بعثة التجديد المقبلة مدعوة إلى تحرير الإنسان قبل تحرير السلطان، وإلى تحرير الوجدان قبل تحرير الأوطان!
--------------------
نقله لكم:
أبو لقمان الجــزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق